سؤال : جاء في سورة المائدة 5: 38 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَا قْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . إذا كان القرآن وضع شريعة قطع يد السارق خلافا لكل الشرائع السماوية والوضعية، ألا يسيء هذا إلى الإنسانية ويجعل أصحاب الأيدي المقطوعة، حتى بعد توبتهم، عالةً على المجتمع ، يعيشون فيه بمرارة ناقمين عليه؟ جواب : اليك أيها النصراني الجواب من كتابك المقدس نفسه : أولا من العهد القديم : قال الرب لموسى : (( ومن سرق انساناً وباعه أو وجد في يده ، يقتل قتلاً )) [ خروج 21 : 16 ]سفر الخروج [ 31 : 14] قال الرب : (( سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ 14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. ))اى ان من يعمل أي عمل يوم السبت يقتل قتلاً وهناك أيضاً قصة من جمع بعض الحطب يوم السبت و تم رجمه حتى الموت . والنص الثانى من سفر التثنية [ 25 : 11 ] (( إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ. ))إننا نجد في هذا النص ان قطع اليد هي شريعة ربانية منصوص عليها و بدون شفقة ايضا ! ثانياً من العهد الجديد : جاء فى إنجيل متى [ 18 : 8 ] قول المسيح (( فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها وألقها عنك .خير لك ان تدخل الحياة أعرج او أقطع من ان تلقى في أتون النار الابدية ولك يدان او رجلان . وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك . خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم ولك عينان ))وهذا النص واضح الدلالة على جواز قطع الايدى و الارجل بل والاعين كذلك حتى نتجنب اتون النار الابدية . والامر واضح جدا ولا يحتاج الى شرح . و يفسر التفسير التطبيقى هذا العدد بالطريقة الرمزية المعتادة و يذكر : (( ليس معنى هذا ان نقطع جزء من جسدنا ولكن معناه ازالة اى شخص او برنامج (هكذا!!!) او تعليم فى الكنيسة يهدد النمو الروحى للجسد )) ولكن فى تاريخ الكنيسة قصص لأناس مثل سمعان الخزاز و اورجانيوس الذى خصى نفسه واليك ما يقول القمص تادرس يعقوب فى تفسيره : (( فان كنا بالروح القدس النارى نعرف كيف نقدم ايدينا العثرة لصليب يسوع المسيح فتبتر لا نبقى بلا يدين انما يصير المسيح نفسه يدينا العاملتين و كذلك الرجلين نقدمهما بالروح القدس لصليب ربنا يسوع لبترها و نلبس السيد نفسه ذى القدمين النحاسيتين ....!!!! حتى نعبر الى حضن ابيه و نحن فى امان روحى و سلام فائق ))وقد جاء في إنجيل متى [19 : 3 ] قول المسيح : (( لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل . ))ومن يضحى بهذا العضو من أجل ملكوت السموات ما يمنعه ان يضحى بيديه اذا سرق أموال الناس يا أولاد الافاعى ...... و إليك النص التالى الوارد فى إنجيل متى والذي يدعو من لا يؤمن بالاتتحار [ متى 18 : 6 ] : (( ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر .))ثانياً : ان احكام الاسلام هي أحكام عادلة وحكمته هي الحكمة البالغة فيما قرر من حدود، لأن فيها ردعاً للمعتدين ورحمة بأغلبية الناس الساحقة حين تصان الأعراض والأنفس والأموال والحقوق. ثم ان الاسلام وضع الضوابط والشروط الكثيرة في تطبيق هذه الحدود. وكيف كان استخدامها في التاريخ الإِسلامي، على أضيق نطاق . وقد بين الشيخ سيد سابق كيف ساعدت الحدود الشرعية في الإِسلام على توفير أمن حقيقي للمجتمع والعائلة، بينما أدت قوانين العقوبات الغربية إلى ازدياد وتائر السرقات وحالات الاغتصاب والاعتداء على الأبرياء والآمنين، وهؤلاء أولى بالتفكير في ما يتعرضون له من قسوة ووحشية من التفكير بتخفيف العقوبات التي تنزل بالمجرمين. فالأولى مراعاة مصالح الناس وأمنهم وحياتهم حين يواجه موضوع الأحكام التي تردع فعلاً مرتكبي الجرائم بحقهم. يقول الدكتور عبدالجليل شلبي في معرض رده على هذه الشبهة الواهية في كتابه المسمى "رد مفتريات المبشرين على الاسلام " " . . لماذا أشفق القوم من قطع أيدي السراق ؟ . . انه لا يشفق من العقوبة الا من يرتكب موجباتها ، فهل في عزم القوم أن يسرقوا وينهبوا ، أم هم كذلك فعلاً فلهذا يخشون أن ينفذ فيهم هذا القانون ، لأن يكون اللص عاجزاً بقطع يده خير من أن يؤذي بها الناس ويسرق ممتلكاتهم . . . . . وهب أن السارق بعد قطع يده يعيش عالة على الدولة أليس تحمل شخص مشقة ما أخف من إيذاء الألوف ؟ وقد أوصى السيد المسيح بالقتل عقوبة على الزنى المطلق بقلع العين إذا نظرت نظرة اشتهاء وبقطع اليد التي تخطىء وتقع في العثرات . (( فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها وألقها عنك .خير لك ان تدخل الحياة أعرج او أقطع من ان تلقى في أتون النار الابدية ولك يدان او رجلان . وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك . خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم ولك عينان )) إنجيل متى [ 18 : 8 ] ، متى [ 5 : 28 _ 30 ]وتعاليم المسيح هذه واضحة التعليل وهي أقسى مما عابوا على القرآن . وليس في المسيحية قوانين تشريعية مفصلة لأن شريعة المسيحيين هي شريعة التوارة ، وفي سفر الخروج شرائع مطولة املاها الله على موسى عندما قال له : (( هكذا تقول لبني اسرائيل : أنتم رأيتم من السماء تكلمت معكم . . . )) [ خروج 20 ] (( وإذا بغى انسان على صاحبه ليقتله بغدر فمن عند مذبحي تأخذه للموت )) [ خرج 21 : 14 ] (( مَنْ يَخْطِفْ إِنْسَاناً وَيَبِعْهُ أَوْ يَسْتَرِقَّهُ عِنْدَهُ حَتْماً يَمُتْ. )) [ خروج 21 : 16 ]( ( إِنْ تَضَارَبَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حَامِلاً فَأَجْهَضَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَأَذَّى، يَدْفَعُ الصَّادِمُ غَرَامَةً بِمُقْتَضَى مَا يُطَالِبُ بِهِ الزَّوْجُ وَوَفْقاً لِقَرَارِ الْقُضَاةِ. 23أَمَّا إِذَا تَأَذَّتِ الْمَرْأَةُ، تَأْخُذُ نَفْساً بِنَفْسٍ، 24وَعَيْناً بِعَيْنٍ، وَسِنّاً بِسِنٍّ، وَيَداً بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْلٍ، 25وَكَيّاً بِكَيٍّ، وَجُرْحاً بِجُرْحٍ، وَرَضّاً بِرَضٍّ. )) [ خروج 21 : 22 ]واذن كان أولى بالقوم أن يصلحوا شريعتهم لأن شريعة القرآن أرحم وأدق ، ولكن أنظر أيضاً هذا التشريع : (( إِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ حَتَّى الْمَوْتِ وَلاَ تَأْكُلُونَ لَحْمَهُ، وَيَكُونُ صَاحِبُ الثَّوْرِ بَرِيئاً. 29أَمَّا إِنْ كَانَ الثَّوْرُ نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ، وَسَبَقَ إِنْذَارُ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَكْبَحْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، يُرْجَمُ الثَّوْرُ، وَيُقْتَلُ صَاحِبُهُ. )) [ خروج 21 : 28 ]
|