سؤال : ورد في سنن النسائي وغيره حديثاً للرسول قال فيه : (( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل )) فهل للشيطان ضراط وكيف يحدث هذا ؟

جواب : ان في معنى قوله عن الشيطان : (( وله ضراط )) قولين :

الأول : أن يكون المعنى عبارة عن شدة نفاره وانزعاجه أي الشيطان . وسماه ضراطاً تقبيحاً له ، وليس المعنى على الحقيقة ويقويه رواية لمسلم [ باب الصلاة وفضل الاذان ] جاء فيها :  (( . . . ‏إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله ‏‏ حصاص   )) مضموم الأول فقد فسره الأصمعي وغيره بشدة العدو . قال الطيبي : شبه شغل الشيطان نفسه عن سماع الأذان بالصوت الي يملاً السمع ويمنعه عن سماع غيره ، ثم سماه ضراطاً تقبيحاً له .

الثاني : ان قوله عن الشيطان : (( وله ضراط )) هي حقيقة ممكنة يجوز حمله عليها ويجوز أن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بتأذيه بالأذان حين سماعه .

قال القاضي عياض : يمكن حمله على ظاهره لأنه جسم متغذ يصح منه خروج الريح .